رياضة محلية

في حضرة كرة القدم يتساوى الجميع وتختفي الدبلوماسية

تقرير : صباح المصباح

تعتبر الرياضة سفارة دبلوماسية قائمة بذاتها ، وفي بعض الأحيان تصلح ما أفسدته السياسة ، دول كثيرة من قبل إنقطعت العلاقات بينها وأغلقت السفارات ، ولكن نجحت كرة القدم في إصلاح ذات البين ، وتقريب وجهات النظر ، وعودة المياة الي مجاريها ، لذلك ظلت وستظل اللعبة الشعبية الأولي في العالم أجمع.
يتساوي الجميع عندها ، وتتقاصر المقامات في حضرتها ، وتختفي الدبلوماسية ، الكل يلتف حول منتخب أو فريق بلده بجنون سواء كان سفيرا أوغفيرا أو حتي موظفا صغيرا تجده ينخرط في التشحيع بحماس عال ، طيلة ال 90 دقيقة وأحيانا يحتج علي قرارات الحكم بإنفعال كبير، دون النظر لوضعه الإجتماعي .

الجالية اليوغندية في المقدمة

ابرزت بطولة سيكافا الحالية بالسودان ، تراث العديد من جاليات الدول المشاركة ، ومنذ إنطلاقة البطولة في الثامن والعشرون من الشهر الماضي ، ظل ملعبي الهلال وكوبر مسرحا لتراث العديد من الدول المشاركة.
وتحتل سفارة يوغندا وجاليتها بالسودان المرتبة الأولي ، من حيث الحضور الدبلوماسي والجماهيري الكبير في كل مباريات منتخبها بجانب إستخدام عددا من ألالات التشجيع المعروفة كالفوفوزلا وغيرها .
وظل أعضاء السفارة اليوغندية بالخرطوم بقيادة السفير وأعضاء سفارته يشكلون حضورا كبيرا ، بمقصورة الجوهرة الزرقاء بأم درمان ، للوقوف بقوة خلف شباب الرافعات ، ومؤازرتهم ، وإنعكس هذا الإهتمام علي أبناء المدرب جاكسون ، وكللت هذه المجهودات بوصول اليوغندي الي نهائي بطولة سيكافا للشباب .
إهتمام السفير بالمنتخب وتذليل كل الصعاب التي واجهته ، إن دل علي شئ ، إنما يدل علي إهتمام الدولة بالمنتخب ، وبالرياضة هناك .
ويتوقع أن تشكل اليوم حضورا كبيرا بإستاد الهلال لمؤازرة منتخبها حتي التتويج باللقب ، هناك سمة ملاحظات أيضا علي الجمهور اليوغندي ، بروح الدعابة ، والروح الرياضية التي يتميز بها في مداعبة جمهور الخصم علي المدرجات ، الشئ الذي أكسبهم محبة كبيرة من قبل جمهور صقور الجديان.

التنزاني يحتل المرتبة الثانية

لا يختلف جمهور المنتخب التنزاني عن اليوغندي كثيرا ، من حيث الحضور الدبلوماسي والشعبي ، حيث شهدت مباريات تنزانيا في بطولة سيكافا حضور عددا من أفراد الجالية بالسودان ، داعمين بقوة منتخب بلدهم ، بصوت الفوفوزيلا الصاخب ، مع رقصات أفريقية مميزة ، ظلوا يؤدونها علي المدرجات ، وسط تفاعل كبير من قبل الجماهير السودانية .
ورغم خروج منتخب تنزانيا من المرحلة قبل النهائية من البطولة ، الا أن جماهيرهم ظلت هي ملح سيكافا ، وأضافت لها ألقا وبريقا ، وتقبلت خروج المنتخب بروح رياضية عالية ، دون الهتاف في وجه اللاعبين أو معاتبتهم ، مؤكدين بأن نجوم منتخبهم صغار في السن ، ويرجي منهم الكثير في المستقبل ، والطريق أمامهم مفروش بالورود لتحقيق طموحات وآمال الشعب التنزاني.

جنوب السودان أرست أدبا جديدا

ساندت الجالية الجنوب سودانية ، أبناء المدرب دينق ابوكلام بقوة ، وظلت تحضر من أحياء العاصمة المثلثة المختلفة “جبل أولياء ، الكلاكلات ، الحاج يوسف” ، منذ إنطلاقة بطولة سيكافا ، ولفتت الأنظار بتنظيمها وزيها الموحد ، يتوسطه علم الجنوب .
ولم يقتصر دور جالية الجنوب بالسودان في دعم منتخب بلدها فقط ، بل تعداه الي مؤازرة شباب صقور الجديان ، في إشارة لمتانة وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين ، حتي وإن فرقتهما السياسة ، واصبحت كل دولة قائمة بذاتها ، ولكن ظلت المحبة كما هي ، والإحترام سيد الموقف، ولعل التلاحم الجماهيري بين الشعبين في بطولة سيكافا يؤكد ذلك.
وينتظر أن تحظي مباراة المنتخب الجنوبي امام نظيره اليوغندي بمؤازرة جماهيرية غير مسبوقة ، لاسيما وأن الجالية الجنوبية كبيرة بالسودان.

الأثيوبي محلك سر

إحتل الجمهور الأثيوبي المرتبة الأخيرة من حيث الدعم الجماهيري لمنتخبهم ، مع الوضع في الإعتبار أن الجالية الأثيوبية هي الأكبر في السودان ، ولكن رغم ذلك لم تؤازر نجوم المنتخب ، وظلوا بلا سند طيلة فترة البطولة ، في بادرة ألقت بظلالها السالبة ، وأدت الي خروج الاثيوبي من المرحلة قبل النهائية أيضا .
ولا يختلف أثنان علي المهارات العالية للمنتخب الأثيوبي ، مع الإنتشار السليم داخل الملعب ، والمساندة الدفاعية والهجومية معا ، وإعتبر كثير من الفنيين أن أثيوبيا هي الأقوي حتي الأن ، رغم خروجها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع