ضوء القمر/د.أيمن لطيف/ خسرنا جولة.. وكسبنا مدرب

قبل مباراة الأمس التي خاضها هلال السودان أمام صنداونز الجنوب أفريقي ذكرنا أنها مباراة صعبة “بكل المقاييس” وأن نسبة تحقيق الهلال للفوز بها لاتتعدى الـ(30%) ولم يكن ذلك تقليلاً من شأن الفريق الأزرق- وانما كان رأي مبني على واقع حال الفريقين (العناصر، الجاهزية البدنية والنفسية والفنية إضافة لظروف ماقبل المباراة)..
وقد كتبنا أننا نأمل في تحقيق نتيجة إيجابية «ولو نقطة التعادل» الا أن صاحب الأرض هو الأقرب والأوفر حظاً للظفر بالنقاط الكاملة.. وقد كان#
◻️واليوم أقول بأن إيماني القاطع هو أن أيسر مايمكن أن يقوم به أي (محلل أو كاتب أو إداري أو مشجع) عند خسارة أي فريق هي إنتقاد المدرب- الذي نجعله في كثير من الأحيان «الأب الأوحد» للخسارة دون النظر للأسباب الأخرى أو لظروف ماقبل وأثناء المباراة- بينما يظهر للإنتصار ألف أب عملاً بمبدأ:
الهزيمة لها أب واحد و الإنتصار له ألف أب،،،
◻️ولنكون أكثر دقة – فإنني أعتقد بأن الخلل في مباراة الأمس وأسباب الخسارة أمام صنداونز «إذا ماتم توزيعها بالنسبة المئوية» فإن السيد فلوران لايتحمل منها أكثر من (20%) والنسبة المتبقية (80%) يمكن تقسيمها مابين عناصر الفريق وظروف المباراة (قبل وأثناء)،،
◻️في تقديري إن (التكتيك) الذي لعب به فلوران بالأمس كان «على أعلى مستوى» ولو أجاد لاعبو الفريق تنفيذه لخرج الهلال بنقطة «على أقل تقدير»؛؛
◻️بالأمس لعب فلوران بطريقة (4/3/3) أو بتوصيف أدق (4/2/1/3) وهي طريقة هجومية «رسماً» الا أنه وكما سبق أن ذكرنا بأن طريقة اللعب يحكمها الاسلوب والمهام التي يقوم المدرب بتوزيعها على لاعبيه داخل المستطيل الأخضر ..
◻️ بالأمس بنى فلوران رسمه التكتيكي “كما توقعنا” على الاسلوب الدفاعي مع الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة خلف دفاعات صنداونز ، الا أن هذا الإسلوب لم يطبق كما يجب فقد عابه المبالغة في الدفاع «بسبب ضعف خط الوسط الهجومي» إضافة لفشل لاعبي المحور والدفاع في البناء السليم للهجمة المرتدة عبر لعب الكرة الطويلة للمهاجمين- سواء في العمق أو الأطراف- ما أفقده التوازن المطلوب ..
~وقد إنتهج فلوران هذا الإسلوب لعدة أسباب:
أولها: أنه يلعب خارج أرضه، ومن الطبيعي الا يندفع هجوماً على حساب خط الظهر..
ثانيها: أنه يواجه فريق منظم “جداً” حائز على لقب الأبطال والسوبر الأفريقي في آخر خمس سنوات..
ثالث الأسباب: أنه يواجه فريق أكثر تجانساً وأفضل فنياً (لعب بالدوري قبل مواجهة الهلال بأيام) بينما يخوض الهلال مباراته معتمداً على “تمارين” ومباريات ودية وشتان مابين اللعب التنافسي والودي..
رابعاً: أنه يواجه فريق “هجومي” يمتلك عناصر ذات كفاءة عالية، تمكنه من الهجوم (بخمسة الى سبعة لعيبة) وسبق أن أذاق كبار الأندية مر الهزيمة وبأهداف كثيرة (خمسة على الأهلي وأربعة على الهلال نفسه)؛
خامساً: أنه يلعب بمرحلة المجموعات وهي مرحلة “جمع النقاط” حيث يبحث كل فريق عن نقاط الأرض ومن الطبيعي في هذه المرحلة أن يهاجم المُضيف ويدافع الضيف بحثاً عن هدف عبر هجمة مرتدة أو الخروج بنقطة كأقل تقدير،،
لهذه الأسباب لعب فلوران بتلك الطريقة وذلك الاسلوب،
وعندما يقوم المدرب بمايليه «فنياً» في ظل ظروف بالغة التعقيد ويحدث خلل أو فشل في تحقيق نتيجة إيجابية يجب الا نبحث له عن الأخطاء “البسيطة” التي لم تؤثر بصورة مباشرة فيما آلت إليه نتيجة المباراة بل يجب علينا البحث والتنقيب عن الأسباب الأخرى التي أدت لذلك الفشل..
وهنا نطرح عدداً من الأسئلة المُلِحة:
ترى هل نجح لاعبو الهلال في تنفيذ التكتيك الذي رسمه المدير الفني؟
وهل يُسأل المدرب عن الأخطاء البدائية في التغطية والتحرك بدون كرة؟!
وهل يسأل المدرب عن خطأ حارس المرمى “في طريقة التصدي للكرة”؟!!
وماذا يفعل المدرب وهو يفتقد (خمسة عناصر دفاعية) قبل أول مباراة رسمية بأيام؟!!
◻️ثم نمضي للحديث عن التشكيل الذي بدأ به فلوران المباراة وإن كان به خطأ وحيد- بحسب رأينا المتواضع- الا أنه وفق النظرة الفنية لفلوران الأمثل والأفضل بالنظر لظروف ماقبل المباراة والتي تحدثنا عنها وذكرنا بالحرف أن الأوضاع ليست مثالية بالفريق ، وان فلوران أمام تحدي إختيار التشكيل الأمثل في ظل خروج عدد من لاعبي الفريق “من الكشف” وإضافة عدد آخر “سيلعب لأول مرة ضمن التشكيل” ، بجانب النظر الى موجة الإصابات التي ضربت أهم خطوط الفريق (الدفاع والوسط المدافع)- حيث يفقد الفريق (قلب دفاع وظهيرين ولاعبي إرتكاز)..
◻️وإن اتفقنا بالأمس على ضعف خط الوسط الدفاعي فأعتقد بأن ظروف ماقبل المباراة (الغيابات) هي التي قادت المدرب لإختيار تلك العناصر فإرتكاز الفريق يغيب عنه اللاعب رقم واحد (صلاح عادل) بسبب الإصابة،
ولحق به اللاعب الذي جلبه الهلال لسد هذه الفجوة (باتريس نغوما) اما اللاعب الثالث في هذه الخانة (جيرالد فيري) فهو عائد من إصابة ولايمكن للمدرب أن يدخل في مجازفة “غير محمودة العواقب” بإشراكه لفترة طويلة- لذا كان الدفع به في آخر ربع ساعة من المباراة بغية سد الفراغات ودعم الهجوم، ولتجهيزه لقادم المواعيد،،
~اما غياب (الصيني) الذي نعلم جميعاً بأنه الأفضل في هذه الخانة وكنا نتمنى تواجده أساسياً أو بديلاً- فهو لاعب “جديد” بالنسبة للسيد فلوران وربما لم يتعرف على إمكاناته بعد لذا فضل عليه “بوجبا” الذي لعب معه عدد معقول من المباريات،،
~اما “ابوعاقلة” فهو أيضاً كحال جيرالد عائد من إصابة طويلة ويعاني من نقص في اللياقة لذا فالسيد فلوران قد فضل عليه “ديفيد أبانغا” الذي تم إنتدابه خصيصاً (لسد الخلل) في هذه الخانة الا أنه لم يقدم المستوى المطلوب بالأمس- ربما بسبب الإرهاق، وكذلك فقد غلب عليه الطابع الهجومي،،
~واذا ماتحدثنا عن خانة الظهير الأيمن فقد أشرك فلوران “أطهر الطاهر” مكرهاً لابطل والجميع يعلم بظرف الإصابات التي ضربت هذه الخانة (لاعباً تلو الآخر)..
◻️لهذه الظروف ولغيرها، متبوعة بمجريات المباراة والتغييرات الهجومية الجريئة التي أجراها (فلوران) في شوط اللعب الثاني أرى بأنه (عمل العليه) وأكرر بأنه قدَّم مباراة تكتيكية «على أعلى مستوى» ولولا أنه خُذِل من عدد من اللاعبين على رأسهم قائد الفريق- لخرج بنتيجة إيجابية “أقلها التعادل”..
◻️وبالمجمل -بعيداً عن تلك التفاصيل الفنية الدقيقة- أرى بأن الهلال في الطريق الصحيح وأن مزيد من المباريات الرسمية مع التجويد وتصحيح الأخطاء وأكتمال الإنسجام وعودة المصابين سنرى هلالاً قادراً على التقدم والمضي نحو الغايات…
ولنا عودة بإذن من خلق الهلال..
*Dr.@yman.A.latif*
12.2.2023