أعمدة الرأي

ضوء القمر/ د.أيمن لطيف / مباراة للتاريخ.. هلال ضد التيار..

فَّـــــاج*

لا أوحشَ اللَّه عيني من ملامحهِ
هل يأنسُ الليل محروماً من القمرِ ؟!
#
◻️بعضُ الأيام تمضي (عادية) ثم تُنسى، ثم تُمحى (كأن لم تكن)، وبعضُ الأيام يبقى صداها يتردَّد، وعبقها يتجدَّد وذكراها لاتُمحى ولاتنفد…

ومادام الأمرُ كذلك..
فمباراة اليوم هي مباراة في كرة القدم .. نعم.. (لكنها ليست عادية)..فبعض المباريات تُلعب وتنتهي بصافرة الحكم، وبعض المباريات تبقى في الذاكرة وتخلَّد في سفر التأريخ الأزهر لسنواتٍ وسنوات.. ومباراة اليوم (تحديداً) نريدها مباراة للذكرى والتأريخ…

◻️بأمر (مافيا الفساد الأفريقي) حُرِم بطل السودان من عشاقه ومناصريه.. وبأمر المحاباة و (اللعب على الدقون) وبسياسة (المكيالين) إنحصر دور شعب الهلال على الدعم المعنوي (من الخارج) والدعاء بأن ينصر الله هلال الملايين..

◻️واليوم نغلق صفحة الأنصار لنحوِّل ملف (الرد) لعناية لاعبي هلال السودان..
اليوم ينتهي دور (الجمهور والإدارة والإعلام) ليبدأ دور (اللعيبة) والجهاز الفني.. وبنزول لاعبي الفريقين لأرض الملعب (تبدأ المعركة الكروية) وتوضع الآمال بين أقدام لاعبي الهلال..

◻️ولهم نقول بأننا نريدها مباراة بطولة.. نريدها مباراة توضع في برواز (ملاحم الهلال الكروية) الى جانب مباراة هلال أهلي (87)؛ وهلال أهلي (2007) ؛ و تُكمِل نصاعة الفانيلة البيضاء وقوة الروح الزرقاء التي تألقت وسمت وأنتصرت أمام أبناء أموكاشي لتثبت للجميع بأن الهلال (يستطيع)…

◻️نريد الإنتصار على بطل أفريقيا المتوَّج.. لأننا أبطال القارة (غير المتوَّجِين).. نُريد الإنتصار على (أهلي القرن) لأنه أقوى أندية أفريقيا ونحن نعشق صراع الأقوياء ونستمتع حين (نصرعهم)..

◻️نريد الإنتصار على الظلم والمحاباة والترصُّد و (الإستحقار).. وقبل كل هذا وذاك نريد الإنتصار على بطل القارة السمراء…

◻️قبل الحضور الجسدي للاعبي الهلال نريد إستحضار الروح وأستلهام المسؤولية وأستشعار عظمة الشعار واللعب لأجل أكثر من ثلاثين مليون (عاشق)..

◻️نُريدها مباراة (إحتفائية) تخرج بعدها مسيرات الفرح لتُحيي ذكرى ميلاد قائد الوطنية معشوق الكادحين، نادي الخريجين ..ليهتف الشارع:
الله … الوطن… الهلال

◻️نريد لكل لاعب من لاعبي الهلال أن يقدِّم 200% من مستواه ..نعم هي مباراة كرة قدم.. لكنها مباراة إستثنائية.. فهي مباراة لها ألف (دلالة) ومليون (رسالة) ومليار (معنى).. هي مباراة ضد بطل القارة وأفضل نادي أفريقي ورابع أندية العالم.. وضد الظلم والإنحياز و «التطفيف»، وهي ضد كل الظروف و «الظروف» ؛ لذا فالإنتصار فيها يعني أن (هلال السودان) قادم..

◻️الأهلي المصري فريق قوي.. وهو (البطل التأريخي للقارة السمراء).. الا أن الأيام والأرقام تقول بأنه بكل هذا التأريخ لم يستطع هزيمة الهلال بأمدرمان (على مدى خمسةٌ وثلاثون عام) إلتقى بها الفريقان 5 مرات بمقبرة الأبطال دون أن يتذوق أهلي القرن طعم الإنتصار ، بل إن الأهلي لم يحرز طوال تأريخه سوى (هدف يتيم في شباك الهلال) بقلعة أمدرمان…

◻️نعلم بأن فريق الأهلي الحالي فريق قوي ويقوده مدرب محترم ولديه لاعبين مميزين وهو قادم من منافسة كأس العالم للأندية.. الا أنه بكل هذه القوة و (السطوة) ليس بأفضل ولا أقوى من أهلي (مانويل جوزيه) الذي كان يقوده أفضل حارس بالقارة (عصام الحضري)؛ وأفضل هداف و صانع ألعاب «أبوتريكة» وأفضل مهاجمين عماد متعب وأسامة حسني….. وغيرهم من أبرز نجوم المنتخب المصري في تأريخه الحديث.. أهلي اليوم (القوي) ليس بأفضل من ذلك الفريق (الماسي) الذي تلقى بمقبرة الهلال واحدة من أكبر هزائم الأهلي في تأريخ مشاركاته الأفريقية بلغت ثلاثة أهداف (بيضاء من غير سوء) ..

◻️نعلم كذلك بأن هلال اليوم ليس هو هلال الأمس.. وندرك بأن الهلال في مرحلة بناء و (تجديد دماء) الا أن إستحضار عظمة الشعار كفيلة بجعل كل لاعب يعطي أضعاف ماعنده من أجل إعادة التأريخ ..

◻️وللاعبي الهلال نقول بأن التأريخ يؤشِّر ويؤثِّر لكنه لايلعب ولايُعيد نفسه الا إذا وجد من يبحث عنه ليُعيده.. فلتعيدوا الكرَّة ولتنتصروا كما فعل من سبقوكم لكيلا تكونوا أقل قامة وأدنى قيمة..

◻️هي مباراة لبداية المشوار وإحياء الآمال و تعبيد الطريق و رد الظُلم و وضع أقوى حجر أساس للهلال القادم…

◻️إنتصروا اليوم في ذكرى ميلاد نادي الشعب؛ إنتصروا من أجل بابكر قباني، وحمدنا الله أحمد، ومحمدبشير فوراوي، وأحمد السنجاوي، ومحمود أبوسمرة والبابا الطيب عبدالله، وقاهر الظلام عبدالمجيد منصور، والفريق المدهش عبدالرحمن سرالختم والأرباب…..والكاردينال…..و…و…..و….. و هشام حسن السوباط؛ والقائد الميداني (محمد إبراهيم العليقي) ..

◻️إنتصروا اليوم يا إخوان جكسا وقاقارين وكسلا والدحيش والوالي الغالي وفوزي التعايشة وأمين زكي و طارق أحمد آدم ومنصور بشير تنقا والثعلب وفوزي الأسد وكندورة وهيثم مصطفى وعمر بخيت ومهند الطاهر وريتشارد جاستين وعلاء جبريل و (حسن إسحـٰق كرنقو)،

◻️ولتحمي العرين يا اباعشرين ولتسلمنا الشِباك (عذراء) إكراماً لروح صقر السودان( سبت دودو)، و أمتداداً لمافعله المعز محجوب أمام ذات المنافس (اللدود) ؛ وليُعيد لنا ليليبو وجارجو وأوجاجون وعثماني ضيوف ذكرى (كلاتشي وقودوين ويوسف هوت وداريوكان)..
◻️وليُحرِّر الفيلسوف (فلوران إبينجي) شهادة (الإمتياز) بالإنتصار على أقوى أندية القارة..

◻️إنتصروا اليوم لتحفظوا التأريخ.. إنتصروا لأجل نظافة السجل الأزرق أبيضاً نقياً من أي (مسٍّ أحمر)..
◻️إنتصروا ليفرح النيلان..
إنتصروا ليُعانق الأزرق الأبيض وتزهو أمدرمان وترقص في ثوب الحسان..

◻️قدموا كل مالديكم..
ونحن معكم (بالروح والدم والقلب).. إنسوا كل شيء ولاتنظروا لأي شيء عدا (الإنتصار).. إنتصروا من أجل (العدالة) ومن أجل جمهوركم «الغائب جسداً الحاضر روحاً»..

~ إنتصروا من أجل أنفسكم ..
والهلال
و الوطن..

واللّه ولي التوفيق…

*ضـوء الختـام*:
◻️الروح ؛ التركيز، الهدوء، عدالة الصافرة..
وسيفرح السودان.. بإذن من خلق الهلال ..

والعاشق القمر مابتكسر عزيمتو «عصابة»..
*Dr.Ayman.A.latif*
18.2.2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع