أعمدة الرأي

ضوء القمر/د.أيمن لطيف / الهلال لم يبلغ الكمال.. ولكن..

◽نعلم -يقيناً- بأن الكمال لله وحده.. الا أننا نتحدث هنا عن الكمال الآدمي الذي يمكن إدراكه، وهو مانؤكد بأن نادي الهلال يمضي نحوه بخطى ثابتة الا أنه لازال بعيداً عنه..

#

◽بعد (معركة هلال أهلي) التي خرج منها هلال السودان ظافراً بالنتيجة مستأثراً بالنقاط عمَّت الأفراح وشاعت الليالي المِلاح التي لم يُعكِّر صفوها سوى خروج نادي القرن عن النص وإشعاله لمعركة في غير معترك إنجرف من خلالها الجميع لمستنقع الإتهامات المتبادلة وأنحرف الحديث الى حيث (لافائدة) فغاب التقييم الفني وأختفى أهل الشأن ليحضر “اللت والعجن” مكان النقد والتقويم والتصويب،،

◽واليوم.. يصحو الجميع من غيبوبة العراك الفوضوي الذي خلفه لقاء الأهلي – ليجدوا هلال السودان في مواجهة القطن الكاميروني في مباراة تأكيد الجدارة..

◽وبربط اللقاء السابق بلقاء اليوم نقول بأننا أول مايجب أن نبدأ به -إن أردنا تحقيق نتيجة إيجابية- هو عدم الإفراط في التفاؤل الذي يمكن أن يتحوَّل الى ثقة عمياء ينتج عنها “غرور” زائف – ربما تكون نتيجته بعكس مانصبو وبخلاف مانشتهي،،

◽لذا يجب علينا أن ننظر بعين الواقعية الفنية (لهلال الشوط الأول) في لقاء الأهلي المصري- ويجب الا يُعمينا الإنتصار عن العيوب والأخطاء؛
فهلال الشوط الأول في تلك المباراة ظهر متباعد الخطوط ، ضعيف الإنتشار، قليل التركيز، شحيح الهجوم، لذا فمن الواجب علينا النظر لتلك العيوب والأخطاء وذكرها والتذكير بها- راجين من جهازنا الفني (المقتدر) تصويبها وتداركها،

~ويجب أن نُقِر بأن آداء الهلال لازال (طالع نازل) وأن ماقدمه في الشوط الثاني من لقاء الأهلي المصري كان طفرة إيجابية يجب البناء عليها والتشديد على أن (الروح) والرؤية الفنية في شوط اللعب الثاني لمباراة الأهلي كانت هي مفتاح النصر،،

◽كل ماذكرناه آنفاً ليس سوى إستذكار لنقاط ضعفنا وتذكير بأخطاء يجب الا تتكرر ، ولايعني ذلك إغفالنا لنقاط القوة والتفوق لدى الفرقة الزرقاء- التي سنتناول أهمها في خواتيم هذا المقال-

لذا فلايجب أن يوضع (ماسبق ذكره) في مضمار التثبيط «مطلقاً»- فمما لاشك فيه أن ماقدمه الهلال «بالجملة» في المباراة السابقة وماحققه من مكسب يجعل الجميع يأمل في عودة الفريق الأزرق من (قاروا) بالنقاط كاملة، الا أن هذا الأمل يجب الا يُنسينا أن الأسد الكاميروني «الجريح» حتى وإن فقد بعض أنيابه فإنه سيتمسك بالأمل حتى آخر لحظة وهو يعلم بأن مباراة الهلال هي “النفق الآخير” الذي يمكن أن يشع من خلاله بريق الأمل في مواصلة المشوار ، لذا يجب الحذر وعدم الإستهانة بالخصم، ويجب أن نكون واقعيين بحيث لانجعل خسارة القطن أمام صنداونز مقياساً مطلقاً لمباراته أمام الهلال ففارق الجاهزية (الفنية والبدنية والذهنية) كان ولازال حاضراً لصالح الفريق الجنوب أفريقي وهذه حقيقة يجب أن نتعامل معها بواقعية حتى نستطيع تعويض هذا الفارق بمزيد من الجهد والبذل والعطاء و “الروح” إن أردنا تحقيق ماحققه (الصن)؛؛

◽وإن كان ثمة مانراهن عليه بجانب «إسم الهلال الكبير» فهو الثعلب الكنغولي «فلوران إبينجي» الذي لازلنا نؤكد بأنه يحمل جينات عباقرة التدريب وأنه لايحتاج منا سوى الدعم والصبر ، مع التأكيد على أن الرجل لازال يبحث عن توليفته المُثلى في ظل فريق يمر بمرحلة تغيير جلد كاملة- إضافة لظروف الغيابات المتعددة- لذا فإننا لانملك سوى دعم كل من يختاره لهذه المعركة الكروية الحاسمة،،

◽أما لاعبي الهلال فنتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية، والا يناموا على عسل هزيمة(فريق القرن)؛
ونؤكد بأن الإنضباط التكتيكي، والحضور الذهني في البدايات والخواتيم لكل شوط- هو مفتاح النجاح وأن الهدوء «دفاعاً» والتركيز «هجوماً» هما سلاح العودة بنتيجة إيجابية من الأراضي الكاميرونية…

◽فلنعمل قبل أن نأمل ولنثبت أقدامنا على الأرض ونتعامل مع مجريات اللقاء بواقعية، ولننسى لقاء الأهلي المصري وكل تبعاته، ولننظر لمباراة (قاروا) على أنها فرصة لتأكيد الجدارة وأستحقاق المُضي قُدُماً في رحلة الأبطال..

فإن بذلنا و «تواضعنا» وأعطينا كل مالدينا..
عندها فقط سننتصر- بإذن من خلق الهلال-

~ضـوء الختـام:
-لكل مباراة ظروفها وحساباتها الخاصة..
ومباراة (قاروا) -بالنظر الى آخر مباريات الفريقين- يجب أن نطمع من خلالها بالعودة بنتيجة إيجابية (أقلها نقطة) وذلك أضعف الإيمان#

◽اللهم أنصر هلال السودان فوق كل أرض وتحت كل سماء..
و…
العاشق القمر ..طموحو فوق للنجمة#
*Dr.Ayman.A.latif*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع