ضوء القمر/د.أيمن لطيف / عشان خاطر عيون الأهلي

◽إذا خسر نادي صنداونز الجنوب أفريقي مباراته القادمة أمام الهلال السوداني فهو (متواطيء.. متواطيء.. متواطيء).. هكذا يريد أن يقول- بل هكذا قال الأهلاوية، وهكذا إتفقوا وتوافقوا «مجلس إدارة وإعلام وجمهور» لكأن نادي الهلال السوداني الذي لم يستطع (أهلي الكاف) هزيمته بأمدرمان على مدى ثلاثة عقود وستة أعوام من الزمان، وخسر أمامه آخر مواجهة (بدون جمهور)، لكأن هذا الهلال الذي لم يخسر «ولانقطة» على ملعبه حتى الآن؛ والذي يمتلك أقوى خط دفاع بالمجموعة حتى اللحظة، والذي تصدَّر مجموعته حتى الجولة الرابعة ، والذي لازال يجلس خلف المتصدر بنقطة واحدة فقط- ويتقدَّم على أهلي القرن (بخمس نقاط كاملات) قبل جولتين من الختام- لكأن هذا الهلال “بكل هذه القوة” التي أظهرها في مجموعات هذا العام- لكأنه فريق حواري أو فريق “مستجِد أبطال” لايقوى على هزيمة صنداونز بأمدرمان (في الأحوال الطبيعية)..
~هذه هي نظرة الأهلاوية لمباراة أمدرمان القادمة وهذا ماصدَّرُوه للجميع وزرعوه في خيالهم المريض “وعقلهم الباطن” فأصبحوا مثل جحا المصري الذي يطلق الكذبة ويلوكها ويعيدها حتى يصدقها هو نفسه،،
◽لأولئك (الصيَّاحون) الذين يعتقدون بأن كرة القدم في أفريقيا يجب أن تلعب لصالحهم “فقط” فيجافون بذلك الحق ويدوسون على المنطق لأجل سواد عيونهم نقول بأن منتخب فرنسا بكل تأريخه وقوته وجبروته عندما ضمن تأهله عن مجموعته بنهائيات كأس العالم الآخيرة قام بإراحة كل عناصره الأساسية وخاض مواجهة عدوه اللدود “المنتخب التونسي” بلاعبي الصف الثاني- وكان هذا حقهم- فلايعقل «كروياً» أن تلعب مباراة تحصيل حاصل بكامل قوتك وعتادك البشري فتُعرِّض لاعبيك لإصابات أو إيقافات وأنت مواجه بمباريات قادمة من العيار الثقيل،
فكان نتاج تلك المجازفة “العقلانية” لديديه ديشامب أن خسر المنتخب الفرنسي أمام نسور قرطاج خسارة وصفها موقع “يورو سبورت” أشهر المواقع الرياضية الفرنسية – بالخسارة المنطقية والمقبولة لأنها أتت على حساب “بدلاء” المنتخب الفرنسي-ولم يتوقف عندها الفرنسيون كثيراً على الرغم من أنها أول خسارة أمام نسور تونس ، لم يتوقفوا عندها كثيراً لأنها كانت خسارة عابرة لم تؤثر في مرور الفرنسيين للمرحلة التالية وهو “الأهم” في سبيل الغاية الأكبر وهي الوصول الى نهائي أعظم بطولة في العالم- فهل تجرَّأ أحد على إتهام المنتخب الفرنسي بـ «التفويت» أو تعمُّد الخسارة- لأنه أراح لاعبيه الأساسيين لماهو أهم؟!!
~و ماذا كانت النتيجة والمحصلة بعد ذلك؟!
كانت النتيجة المنطقية هي وصول الديَّكة الفرنسية الى نهائي كأس العالم، ولولا أنهم إصطدموا برفاق ليونيل ميسي لتوِّجوا بالذهب الذي كانوا على قاب قوسين أو أدنى من ملامسته بسبب نظرتهم المنطقية وتخطيطهم السليم، ولو كانت مباراة فرنسا أمام تونس ستخدم مصالحهم في خروج رفاق البرغوث أو أحد أقوى المنتخبات الأخرى لتعمَّدُوها (من أجل مصلحتهم لا من أجل أحد) ولرفعوا شعار : خسارة تفوت ولاحد يموت؛؛
◽هذا فيما يلي منطق إراحة لاعبي الصف الأول في مباراة «تحصيل حاصل» من أجل مباريات أهم وأكبر،
أما اذا نظرنا الى الأمر بذات العيون الأهلاوية (الموغلة في الوقاحة والأنانية والعنجهية وعدم المنطق) فدعونا نسايرهم بقولهم بأن نادي صنداونز سيتعمد «تفويت» المباراة لصالح الهلال حتى يبعد الأهلي عن طريقه لأنه (أي الأهلي) اذاماتخطى هذه المرحلة فسينتفض ويخرج من قمقمه ويتحول الى فريق آخر ولن يتوقف الا في النهائي وسيشكل الخطر الأكبر على صنداونز في طريقه للتاج القاري؛ فإن كان ذلك كذلك- وكان الصن يخشى الأهلي- على الرغم من تفوقه التأريخي عليه وعلى الرغم من إلحاقه أكبر هزيمة به في تأريخه بخماسية نظيفة في آخر مباراة جمعت الفريقين ؛ وعلى الرغم من تفوقه ذهاباً وعودة على مدى عامين متتالين وتسجيله (ريكورد) تأريخي بإثني عشر هدفاً في ثلاثة مباريات في شباك فريق القرن بواقع «أربعة أهداف» في كل مباراة- إذا كان صنداونز بكل هذا التفوق (الساحق) على الأهلي المصري- لازال يخشاه ويعتقد «كما يقولون» بأنه الوحش الذي سيقف عثرة في طريق تحقيقه للقب الأفريقي فإننا نقولها بكل صراحة ومنطق بأن من حق الصن أن يتعمد الخسارة أمام الهلال السوداني (الضعيف) -بحسب قولهم- حتى يرافقه للمرحلة القادمة ويُقصي (الوحش المصري الكاسر) ليضمن الوصول الى منصات التتويج؛
~وإن فعل نادي صنداونز ذلك -وبحسب منطقهم- فلا نحسب إطلاقاً بأنه يدخل في نطاق التواطؤ «بمعناه القبيح» الذي يعرفه الأهلاوية لأن «تفويت» مباراة الهلال بمنطق أهلي القرن يخدم مصالح الفريق الصنداوي «وهذا حقهم إن رأوا ذلك»،
~أما أن يفرض عليهم الأهلي المصري بمعاونة لجان الكاف الأمنية والإنضباطية أن يلعبوا بكامل طاقتهم أمام الهلال وأن ينتصروا (عشان خاطر عيون الأهلي) فهذا هو التواطؤ بعينه لأن الصن -بهذا المنطق- سيخوض لقاء أمدرمان لصالح فريق آخر وهذا هو التواطؤ الأبلج –
وهو عين ماحدث من الأهلي «نفسه» الموسم الماضي ورئيسه بجلالة قدره يعقد إتفاقاً «وضيعاً» مع رئيس نادي المريخ السوداني قبل إنطلاق مرحلة المجموعات يقضي بلعب أحمر السودان جميع مبارياته بملعب الأهلي المصري «مجاناً» على أن يتعاون الفريقان في «تفويت» النقاط من أجل صعودهما معاً وإقصاء نادي الهلال السوداني بجانب منح المريخ «محترفين» في أول فترة تنقلات- بحسب ماذكر نائب رئيس نادي المريخ في تسجيل معلن- لم يتخذ «أهلي القرن» تجاهه أي إجراء قانوني لمعاقبة من أساء لسمعتهم كما خرج في بيانهم الهزيل الذي لم يلبث أن تلاشى و أنزوى ليمثل تأكيداً وإقراراً «ضمنياً» بحادثة التواطؤ الشهيرة،
~وقياساً على تلك الأخلاق «الرياضية» التي ظل يلعب بها وينتهجها «أهلي القرن» فإنه كان ولازال يعتقد بأن جميع الأندية في أفريقيا يجب ا%D