• ربما يكون العنوان مستفزاً، وربما صادماً، وقد يعتقد كثيرون أنه في إطار الهياج البائس الذي صاحب مباراة الهلال والاهلي المصري منذ نهاية لقاء الخرطوم وحتى موعد مباراة القاهرة، وما صاحبها من حشو وإساءات بين جماهير الناديين وما تلاها من احداث واستمرار للغثاء والإساءات التي شوهت الصورة الراعة للرياضة ومبادئها وأخلاقها، وشوهت شكل العلاقة بين الشعبين وتحول الأمر إلى حرب كلامية اجتهد كل طرف فيها ليسيء للآخر ويوجعه أشد الوجع..!!
• سيظل اعتقادي الراسخ أن أسوأ ما قدمته التكنلوجيا لدول العالم الثالث هو مواقع التواصل الاجتماعي هذه، والتي فتحت أبوابها لكل من هب ودب ليكتب وليعبر وليسيء وليشتم، الطفل والكبير، الجاهل والعاقل، العاطل والعامل، السفير والشماشي، لذلك كان لا بد أن تنشأ مثل هذه المعارك المخزية والمخجلة..!!
• هل آلمنا لفظ “العبيد أولاد الوسخة” التي ظل جمهور الأهلي يرددها؟؟، ووثقت لها الكاميرات المتصيدة للهفوات؟؟، هل آذانا الاعتداء على محمد عبد الرحمن؟؟ بالتأكيد نعم، ولكن لكي نحاسب المصريين وجمهر الأهلي، كان ينبغي علينا أن نحاسب أنفسنا أولاً، وأن لا نقبل الإساءة للآخرين من جانبنا، لأنه من الطبيعي أن تنتج ردة فعل أعنف، وإساءات أكبر، ولن تتوقف هذه الإساءات طالما أن مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات النشطاء المصريين مكتظة بمتابعين سودانيين جلسوا ليسيوا فماذا كنا نتوقع ..؟؟
• ترى كم مرة قرأنا عبارة “أولاد الرقاصة” في وصف المصريين وجمهور الأندية؟؟، من جانب الفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكم مرة وجدنا ما لا نستطيع كتابته في هذه المساحة من عبارات نابية واساءات بالغة للمصريين عموماً ولجمهور الأهلي على وجه الخصوص، ولماذا “نزعل” للاعتداء على محمد عبد الرحمن دون أن نستصحب معنا الفيديو الذي أظهر سيف مساوي في مباراة الخرطوم؟؟، هل نحن أكبر من المحاسبة وجلد الذات أم أن كل التصرفات الصبيانية هذه حلال علينا وحرام على الطير من كل جنس..!!
• ماذا كنتم تتوقعون ردة فعل من شعب عرف كيف يستخدم لسانه في التجريح باستمرار..!!
• الموضوع أعلاه ظللت أتابعه بصمت كبير جداً، وكفاني عدد من الزملاء والأساتذة عن الكتابة عنه من خلال التناول الموضوعي، والتحذير من مغبة هذه الأمور وهذا الجهل المبثوث في مواقع التواصل الاجتماعي، ساحة الجبناء، وسيف الهوابين، وقلعة الضعفاء، هؤلاء الحمقى والمغفلين هم الذين يوترون الأجواء ويشحنون الأرض والدنيا بالتعليقات والبوستات المسيئة، ولا ينهاهم أحد، ولا يردعهم أحد، إلا حين يأتي الرد القاسي من هنا وهناك، فعندها “يا دوووووب” نلبس الجلابية والتوب والجبة والسديري والسيف والسكين، ولكن بعد شنو؟؟..!!
• ينبغي أن نتعامل مع كرة القدم في إطارها، أن نخرج من هذا الجو المشحون بالبغضاء والكراهية، وأن نكون على معرفة تامة بأن “البتنبذو بينبذك” بأسوأ مما اخترت له من إساءات، لذلك يجب علينا أن نتوقف، وأن نحترم أنفسنا والآخرين، ليس مثالية ولكن اذا استمر الجميع في الشتايم “متى توقف الإساءات”..!!
• كلا الطرفين أساء وشتم الآآخر، لذلك لا داعي للولولة والمثاليات والوطني المفاجئة، اعتذروا لأنفسكم أولا قبل الاعتذار للآخرين فهذه أخلاق لا تشبهنا، ولا نشبهها أبدا..!!
• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
• صل قبل أن يصلى عليك..!!
• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!
