أعمدة الرأي

ضوء القمر/د.أيمن لطيف / ما بعد العاصفة..(مشروع الهلال) ما بين الاستمرارية والانهيار..

◽قُبيل إنطلاق مجموعات الأبطال للموسم الحالي كتبت مصداقاً للحديث الإداري والفني (الرسمي) بنادي الهلال بأننا نمر بمرحلة «تغيير جلد» وبناء فريق يحتاج لمالايقل عن ثلاث سنوات حتى يتدثر بثوب الفريق الذي يمكن أن ينافس على الألقاب القارية، وبعد مباراة الهلال أمام الأهلي المصري والتي كسبها الأزرق بأمدرمان كتبت تحت عنوان: (الهلال لم يبلغ الكمال..ولكن) ،

وقد أكدت -كغيري من بعض المتعقِّلين- بأن فريق الهلال الحالي لازال في مراحل البناء الأولى لإعادة شكل وصورة الفريق الذي يمكن الرهان عليه لحصد أمجد البطولات بالقارة السمراء، وقد كان الإستدراك بـ «لكن» في ذلك المقال واجباً لترك باب الأمل موارباً، ولترك الحلم مُشرعاً في أن يمضي(الهلال الجديد) الى أبعد نقطة ممكنة في بداية مشوار (البناء والتشييد) ،،

فدارت الأيام وحصد (الهلال الجديد) عشر نقاط عن أقوى مجموعة بهذه النسخة في تواجد بطلين متوَّجِين في آخر خمس نُسخ، فكان من الطبيعي أن يرتفع سقف الطموحات وأن يتمدد الحُلم الى مابعد المجموعات، طالما أن ذات العدد من النقاط التي حصدها الهلال بمجموعته كفل لغيره من المجموعات الأخرى الترقي للدور القادم قبل الجولة الآخيرة، بل إن هناك أندية تأهلت بعدد نقاط أقل من التي حصدها الهلال- كل ذلك جعل أعناق الأهلة تشرئِب الى عنان السماء طلباً للترقي والمضي قُدُماً- عسى ولعل- الا أن أحداث (ليلة القاهرة الحالكة) وماصحبها من هزيمة “نفسية وفنية”- بعد (معركة غير متكافئة) خسر فيها الهلال الثقة والعشم قبل أن يخسر التأهُّل- كل ذلك وضع حداً للحلم الأزرق وأنهى المشوار ،

الا أن مايجب قوله وتأكيده هو أن تلك الهزيمة (على مرارتها) لم تنهي فكرة المشروع الأزرق الا في مخيلة بعض (الحالمين) الذين ظنوا-في لحظة حبور وزهو- بأن الفرقة الزقاء بلغت عنان السماء وآن لها أن تلامس ذرى المجد،،
ولهؤلاء الذين هوت أحلامهم وتساقطت آمالهم نقول بأن ماحدث في ليلة القاهرة (داخل الملعب) يجب الا يتجاوز حد الألم الوقتي والحزن المشروع حتى لاينال من حلم المستقبل ويحطم (فكرة المشروع)..

◽ويجب أن نعلم (أنصاراً وإعلام) بأن أندية البطولات لاتُبنى في مخيلة عشَّاقها، بل تُبنى على أرض الواقع تبعاً لخطة زمنية مناسبة لحال التجديد والبناء، وبذات الفهم المتقدِّم يجب على مجلس إدارة نادي الهلال أن يتعامل برُشد ورويَّة بعيداً عن رد الفعل القائم على الإنفعالات اللحظية،،،

◽وحتى نحقِّق مانصبوا إليه يجب أن “نُراجِع” و لانتراجع، ويجب أن يقف أهل الشأن الإداري والفني على تجربة إنطلاق (المشروع الأزرق) بالتقييم من أجل التقويم، وعلينا أن نعلم بأن كُرة القدم بكل ماوصلت إليه من “علمية” لم تتجاوز كونها (علم تجريبي) يخضع للخطأ والصواب، والخطأ ليس عيباً ولكن العيب يتمثل إما في الإصرار عليه، أو إنكاره وعدم الإقرار به لتصويبه،،

و اليوم لانُريد أن نكرِّر تجارب سابقة كنا نبدأ فيها بصورة طيبة ثم مانلبث أن ننقض غزلنا بأيدينا ونهدم البنيان قبل أن يبلغ تمامه تحت ظل إدارات كانت تعمل بنظام (قرار اليوم باليوم) بعيداً عن العلمية والمنهجية والعقلانية،

لذا فإننا كمجتمع هلالي يطمح لصناعة “فريق بطولات” يجب أن نتواضع على ثوابت تصلح كعلامات إرشادية في خارطة طريق مشروعنا (المشروع)؛

وأول هذه الثوابت هو أن فريقنا الحالي (نواة) لفريق قادم وهو لازال بعيداً عن مواصفات الفريق (البطل) ليس لأنه فريق صغير أو دون مستوى “المنصات” ولكن لأن المنطق الكروي يقول بأن مرحلة تغيير الجلد وأستجلاب (تسعة لاعبين أجانب وثلاثة محليين بجانب مدير فني أجنبي) في موسم واحد لايمكن أن تخلق فريقاً متجانساً ، مكتمل الخطوط لينافس على التاج الأفريقي،

ويجب أن نُقِر بأن ماحققه فريق الهلال الحالي في ظل (المرحلة الإنتقالية) التي يمر بها- يعد إنجازاً يستحق الإحترام و “التصفيق” لمن حققوه (إدارةً وجهاز فني ولاعبين) دون النظر بحسرة لما مضى ودون الوقوف طويلاً على إحساس الأسى الذي يقول بأنه كان بالإمكان أفضل مماكان، فما مضى قد ولَّى ولن يعود، ولن يفيدنا الرجوع إليه الا للإعتبار والتقييم والتقويم حتى نمضي قُدُماً في مشروعنا الذي لايجب أن يعود الى نقطة الصفر مهما كانت العثرات ومهما تعاظمت الحسرات، فمشروع بناء فريق البطولات يجب أن يقوم على أساس (التخطيط السليم) بعيداً عن العاطفة المُدمِّرة التي كانت ولازالت- ولانريدها أن تستمر في تحطيم كل مايُبنى في لحظة (وجع) أو ساعة ألم..

◽فلنمضي داعمين بالتصويب لا التخريب ولننصُر نادينا (فائزاً أو مهزوما) حتى نحافظ على مشروعنا وندفعه للإستمرار وننقذه من الإنهيار..

-ضـوء الختام:
◽«ويسألونك عن الرُّوح قُـل الرُّوحُ من أمرِ ربِّي وما أوتيتُم من العلمِ الا قليلا»..

#اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي#..

و…
#العاشق القمر.. مابتكسر إرادتو هزيمة!!
*Dr.Ayman.A.latif*
10.4.2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع