زهرة الميادين رغم الحرب

شعراوي محمد
إن محاولة تجاهل وتغاضي النظر عما حدث في الخامس عشر من أبريل و ما بعده وأن يترك لطي النسيان رغم استمرارية الأحداث قد تكون محاولة مستعصية لكنها *ليست* مستحيلة، فالحرب ومنذ إندلاعها لم تترك شيء على حاله فالثوابت الرمزية والأساسية في حدود الوطن الواحد تغيرت والمفاهيم تبدلت وتعدلت بكل أشكالها ومسمياتها فالتغيير والتعبير قد *يأخذ خطاً موازياً* للمنافسة وقد يجتمعوا شكلا في ملعب كرة قدم لقرية تتنفس اللعبة الأكثر شعبية في العالم لتتناسى بذلك الفجوة العميقة التي أحدثتها الحرب الدائرة الآن؛
فهنا في قرية ود شمام المحازية للنيل الأبيض من الإتجاه الغربي شباب كثر تربطهم علاقة العاصمة المثلثة ب أبنائها فيهم من يسكنها ويدرس *فيها* ويعمل وآخرون توافدو لها ك منطقة آمنة بعيدة عن أصوات الزخائر والرصاص .
اجتمعوا هنا *إرتباطاً* بكرة القدم منها ولها ليبتعدوا بذلك عن ميادين السياسة العامة ويرسموا ميادينهم وملاعبهم الخاصة بهم وإن كانت تحمل في ملامحها البساطة فالنيلُ يصفق ببساطة أهلهم ويبسط ذراع المحبة أمامهم بذات الشغف والأرض تنبت زهرة لم يخيفها رصاص الحرب ولم تغلق أبوابها بمن أتاها هارباً من ويلات الحروب وما صاحبها من أزمات شعبها .
ففريق الزهرة الرياضي الذي كان مرجعية في كرة القدم لسنوات وعقود مضت ، هو ذات الفريق الذي يلامس الإشراق *بمواهب* صاعدة تعلمت كرة القدم منذ فجر تعبير أقدمها ثم أثقل مفهوم الكرة عندها حتى تخطى حدود المشاركة الواحده ف كرة القدم ُتُبنى بالمفاهيم والقيم ولا تخضع للأسماء فقط فالضوء قد يسلط على ملاعب خضراء لكنها في جوهرها سوداء ومن هنا نبتت زهرة رياضية تأخذ من النيل لونا لها يمتزج ماء نيلها *بمواهبَ* واعدة، قاطعة وعدها لمستقبل الساحرة المستديرة رغم أشتداد المعارك والحروب فالرياضة في فوهة البنادق زهرة ..