أعمدة الرأي

زفة ألوان / يس علي يس / نعم.. لحرب التتار الجدد..!!

– كنا شهود عيان لأحداث الأربعة أشهر الماضية في الخرطوم، عايشنا كل اللحظات الصعبة والقاسية والخطيرة منذ انطلاق الرصاصة الاولى ذات صباح بأرض المعسكرات بسوبا، ولأول مرة تصحو الخرطوم على وقع السلاح الناري والاشتباك الذي لم يكن يتوقع أحد أن تشهده الخرطوم وحتى أشد الناس تشاؤماً، ولكن كانت إرادة الله أن تقوم هذه الحرب، وأن تمضي لتمتد لأشهر ، رفضنا خلالها مبدأ المغادرة، ورفضنا دعم الأوغاد، الطامعين في ملك لا يبلى، وسيطرة تنحني لها جباه الرجال..!!
– كان الناس يحكون مأساتهم مع تفلتات الدعم السريع، وكنا نراها رأي العين صباحاً ومساء، نشهد على تعديهم على منزل المواطنين ونهبها وسرقتها ، بقوة السلاح وبضمير ميت كأنه ولد وهو لا يعرف الله، ولم يسمع به في حياته، تحولت أطماع حكم السودان إلى مجرد سرقات لمنازل الفارين من الحرب، لم يسلم حي أو مدينة من تعديات هؤلاء الأوباش الفوضويون الذين يمشون ببلا وازع ولا ضمير ولا رادع، لم يسلم أحد من الشروخ النفسية التي صاحبت بقائهم في الخرطوم، لذلك فلا أحد يمكن له أن يخبرك عما يحدث هنا، إلا من عاش الواقع المرير، واكتوى بويلات القهر والغبن في مواجهة أطفال يحملون السلاح ويرريدون أن يحققوا الديمقراطية العرجاء تلك..!!
– لا أتعجب مطلقاً من دعوات أؤلئك الحالمين الذين يجلسون بعيداً في ظل الأمكان ثم يقولون “لا للحرب”، وكأنهم لا يرون ما يحدث على أرض الواقع، ولو سألت أياً منهم عن المفاوضات وإلى ماذا يمكن أن تفضي، فلن تجد إجابة، وهذا يعني استمرار هؤلاء التتار، واستمرار هذه الفوضى، واستمرار كل هذا الدمار ليظلوا خنجراً على خاصرة البلد ومواطنيه، لذلك فإن كل أؤلئك الموجودين داخل الخرطوم يرفعون شعار “نعم للحرب” على التتار الجدد، حتى وإن كانوا هم جزء من الفاتورة الغالية التي يدفعها السودان والسودانيون لكي لا يبقى جندي واحد على ظهر البسيطة يتبع للدعم السريع بعد أن رأى الناس الويلات في هذه الحرب، وعاشوا القهر في ظل انتشارهم البغيض في “بيوت الناس” بلا ذرة من الخجل..!!
– دخلت الحرب شهرها الرابع، ربما يكون الناس في ضيق من أمرهم بعد أن تشتت بهم السبل في الولايات ودول الجوار، فالبعد عن الديار قاسٍ، في ظل ظروف اقتصادية طاحنة، ووضع لا يعلم به الا الله، وزاد لطين بلة تجار الأزمات الذين ضاعفوا أسعار كل شيء فوق التوقع للاستفادة من المحنة في الاغتناء، ومع ذلك لا هم اغتتنوا، ولا كسبوا من الحرب شيئاً إلا انكشاف المعادن وهو الأمر الذي حز في نفوس أهل الخرطوم المضيافة والمعطاءة،ولكنها شدة وتزول، وستعود الخرطوم..!!
– لسنا قلقين على مصير نهاية هذه الحرب، وندرك أن الأمور تسير ببطء مدروس، حتى يأتي اليوم الذي يجتاح فيه الجيش الخرطوم ثم لا يبقى فيها ولا يذر كل من سولت له نفسه حمل السلاح على الجيش والشعب، أو أؤلئك الذين كانوا يدعمون الأوباش، ماديا ومعنوياً ويقدمون كل شيء من أجل حفنات من المال، ينسون العشرة والجيرة، ويقدمون المعلومات على طبق من ذهب وهم يظنون أن لا أحد يعلم شيئاً عن تلك الأفعال، ولكن في اليوم الموعود سيكون الخونة في قبضة الجيش وحينها لن يرحمهم أحد.. وسترون..!
– نحن نرى الدعم السريع منذ أن كان “يقدل” في شوارع الخرطوم بالتاتشرات والمصفحات والأسلحة الجديدة، مروراً بسيارات المواطنين والبكاسي، وانتهاء بالركشات والتكاتك، ونؤكد أنه لم يبق لهم الكثير، ولم يعد هناك ما يحميهم من غضبة الجيش الكبرى، لذلك سنقول إن النصر أقرب مما كنا نتصور، وأن العودة إلى الديار الخربة قريب، وسيعود الجميع ويعمرون المكان، وتعود الخرطوم قبلة للضالين وطالبي الرزق، والباحثين عن العلم والعلاج، ولن تغلق الخرطوم أبوابها كما فعلوا، ولن تمن على أحد، لأنها رحيبة الصدر، معطاءة حين يضن الناس..!!
– سنظل ندعم جيشنا ضد التتار الجدد حتى آخر نقطة حبر وعرق ودم، وسنقف معهم في حرب الكرامة، لا تلين لنا قناة ولا عزيمة،، حتى نستأصل الداء اللعين، وحينها لكل مقام مقال، ولكل حادث..!!
* هذه الحرب علمتنا الكثير، واستفدنا من دروسها أكثر مما خسرنا فيها، ولعلها رسالة من السماء إلى الناس ليعودوا إلى الله، فما رأيناه كان كفيلاً بإشعال أكثر من حرب، ونسأل الله العفو والعافية واالمعافاة في الدين والدنيا…!!
– المجد والرحمة والخلود لشهداء القوات المسلحة والمجاهدين الذين قدموا أنفسهم رخيصة لهذا التراب وهذا الوطن، ونسأل الله لهم القبول في الجنة..!!
* وإن كان في العمر بقية سنكتب تفاصيل الشهور الأربع في الخرطوم.!!
* اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
* أقم صلاتك تستقم حياتك.. صل قبل أن يصلى عليك ..!!
* ولا شيء سوى اللون الازرق..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع