منوعات

علي الساري اتكا : ود الأمين.. لو بقدر اموت في لحظة واوهب ليك عقاب عمري

ملبورن : ولاء عبدالله عوض
خيّمت حالة من الحزن علي المجتمع السوداني عقب الاعلان عن وفاة المويسيقار الكبير الباشكاتب محمد الامين صباح اليوم بمستشفى نوفا الكساندريا بولاية فرجينيا. بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض
ولد الفنان والملحن محمد الامين حمد النيل الطاهر الازيرق في 20 فبراير 1940 بودمدني في ولاية الجزيره ، يعتبر أحد أيقونات الفن والغناء والموسيقى السودانية المعاصرة، ومن أكثرهم صيتاً، جمع بين موهبتي التلحين والغناء ويتمتع بقاعده جماهيريه كبيره ، وله دورٌ كبيراً في تطوير الموسيقى السودانية ونشرها خارج السودان. حيث بدا مشواره الفني في سن مبكر وكان عمره انذاك ١٢ عاما حيث كان يعزف علي آلة المزمار والعود والتحق ود الامين في عام 1960 بموسيقي شرطة النيل الازرق وتميز بها وقام باداء اغنيات فنانين كبار منهم محمد وردي والكابلي وكانت اغنية (انا وحبيبي) اول عمل خاص له من كلمات محمد علي جباره وقام بتلحينها وكان قد تغني بها بصوره جميله مكنته من اجازة صوته في الاذاعة السودانيه ولفت انتباه المستمعين وكون قاعده جماهيريه كبيره . ثم ظهر بعد ذلك في برنامج اشكال والوان الذي كان يقدمه احمد الزبير وقدم أغنية (حرمان وأمل) للشاعر محمد علي جبارة واصبح حديث الناس واشاد اهل الفن بموهبته الكبيره ، تغنى ود الأمين للوطن ولترابه ولثوراته ولوحدته ولسلامه، غنى للحب والحبيبة والمحبة، فكان كل قصيدة يمسك بها يلبسها الحان من عالم الخيال تميزت اعماله بالابداع والطرب والشجن والتجديد والاختلاف فاصبح مدرسه فنيه متفرده ،
ساهم في تلحين بعض الأغاني لعدد من الفنانين الكبار
منهم الفنان ابو عركي البخيت حيث تربطهما علاقه وطيده ممتمده من ود مدني ، فلحن لعركي اغنية (وعد “بوعدك يا ذاتي يا اقرب قريبة”) وأغنية (طريق الماضي ) وادخل بعض اللمسات في جزء من أغنية ” شيل من بالك قول العازل . وقد ظل المطرب محمد الأمين منذ نشأته على مر السنين في ظل قمة الشهرة والعطاء على مدى أكثر من خمسين عاماً متواصله، تقبل الجماهير على مشاهدة واستماع اغانيه الوصفية والعاطفية في المسارح والحفلات العامة والخاصة في السودان وخارج السودان.
تزوج محمد الأمين من السيدة سعاد مالك، ولهم عدد من الأبناء، إلا أنه لم يضع عائلته تحت الأضواء على الرغم من أنه من اهم القامات الفنيه في السودان .

 

اهم أعماله:
تميز الموسيقار محمد الأمين بصوته الطروب وادائه المتميز والحانه المتفرده ، لقد تغنى بكل الوان الغناء الوطني والعاطفي والتراثي ولحن اغلب اغانيه بنفسه ، وتفرد في عمل له ، حتي اصبحت بصمته واضحه في خارطة الفن السوداني.وستبقي اعماله الفنيه تراثاً إبداعياً متقدماً ومتميزاً ، تتناقله الساحة الفنية لفترة طويلة من الزمان ،حيث تعتبر اعماله الموسيقية بمضامين كلماتها وألحانها الشجية ومفردات أشعار مبدعيها من اهم اعمدة الساحه الفنيه .
فكان ود الامين مناضلا في ثورة اكتوبر ضد الانظمه الديكتاتورية بفنه حيث تغني بعدد من الاعمال الوطنيه وتعرض لمضايقات كثيره من قبل النظام بسبب اغانيه الثورجيه وكان اول من تغنّى لثورة أكتوبر، فقام بتحلين نشيد لفضل الله محمد، كتبه في السجن الحربي وأسماه (نشيد أكتوبر واحد وعشرين) ، كما شارك في عام 1966 في أوبريت (ملحمة قصة ثورة) مع الفنانين خليل إسماعيل وعثمان مصطفى وبهاء الدين أبو شلة والفنانة الكردفانية أم بلينة السنوسي. وتغني ايضا بنشيد (المتاريس) للشاعر دكتور مبارك حسن خليفه وقام باداء وتلحين (مساجينك) من كلمات الشاعر محجوب شريف والجدير بالذكر تم اعتقال ود الامين في عهد الرئيس جعفر نميري بعد فشل انقلاب هاشم العطا نسبة لترديد الاغاني الاكتوبريه وكان معه بسجن كوبر الفنان محمد وردي ولم تتوقف مسيرتهما النضاليه في ترديد الاغاني الوطنيه من خلف القضبان .

ابدع وتطور ايضا محمد الأمين في الغناء الرومانسي بطريقته المختلفه ، وكانت أعماله مليئة بالشجن والطرب منها أغنية (قلنا ما ممكن تسافر) للشاعر فضل الله محمد، أما أغنية (أسمر يا ساحر المنظر)للشاعر الراحل خليفة الصادق، الغنيةالتي أبرزت قدراته العاليه في العزف على العود. وتدثرت منه الرومانسيه في اداء ولحن اغنية (خمسه سنين) للشاعر دكتور عمر محمود خالد ، اما (زاد الشجون) لفضل الله محمد أيضا علامة فارقة في ابراز مكنون قدرات محمد الأمين في اللحن الكلاسيكي العاطفي. وقد جمد محمد الأمين هذه الاغنية اربع سنوات قبل ان ترى النور انتظارا لوجود عازفين قادرين على تنفيذها حيث قاموا بتنفيذها خريجي معهد الموسيقي الدفعه الاولي والتانيه.
وقام ود الامين بالتجديد في تلحين الأغنيات التراثية ورغم ان الجمهور لايقبل التجديد في تلك النوع من الاغاني الا انه استطاع اقناعهم وكسب رضاءهم ومن تلك الاغاني أغنية (عيال أب جويلي)
تغني ايضا للشاعر محمد علي جباره ( لقاء عهد، انا وحبيبي، الشباك) وشكل مع الشاعر فضل الله محمد علي ثنائيه مميزه وتغني له بعدد من الاغنيات ( الجريده، اربعه سنين، الموعد ، الحب والظروف، زاد الشجون، طريق الماضي) ومن الاغاني الجمعته مع هاشم صديق ( قصة ثوره ، حروف اسمك، همس الشوق، كلام للحلوه) وتغني ود الامين ب( حلم الاماسي ، خمسه سنين) للشاعر دكتور عمر محمود خالد كما تغني للشاعر اسحاق الحلنقي ب( غربة وشوق ، وعد النوار، بتتعلم من الايام) وللشاعر عبدالباسط سبدرات ( لقاء العاملين، ابل الرحيل) ومن اعماله للشاعر محجوب شريف (مساجينك، السودان الوطن الواحد) وتغني ب( حاجه واضحه) لرضوان محمد احمد و(تذكار) لابراهيم الرشيد و( مين غيرك) لابراهيم السقا و (سوف ياتي) للسر كنة و(المتاريس) مبارك حسن خليفه و(عويناتك) دكتور مبارك بشير وصالح عبد السيد (أبو صلاح) (بدور القلعة، من قلبيه الجافي) وتغني لخليفة الصادق (أسمر، اشتياق وللشاعر محمد الحسن (مراكب الشوق ) وللشاعر صلاح حاج سعيد (نرجسة، يا جميل يا رائع) ومعتصم الازيرق اغنية (طائر الأحلام) ولابوامنه حامد (بهجة) ولخليل فرح ود مدني والجدير ذكره تعامل ود الامين مع للشاعر العربي الكبير نزار قباني (طائشة الضفائر)
وكانت لالحانه العذبه المتميزة والمتفرده والتي بذل فيها جهود مقدره وواضحه جنود تقف ورائها وساهموا ايضا في مسيرة ودالامين المليئه بالاختلاف والتطوير والجمال وهم فرقته الموسيقيه وقد تم اختيارهم بعنايه فائقه منه لنوتة الموسيقية بل هارمونية في تنفيذ توزيع أعماله والحليات الموسيقية ، ووضع  محمد الأمين  للقصيدة لحناً هادئاً جميلاً ومحبباً كثيراً إلي النفس ، وقام بالتوزيع الموسيقي إبن ودمدني أيضاً  الموسيقار دكتور الفاتح حسين مدير الفرقة القومية للموسيقي .

المهرجانات والجوائز
شارك محمد الأمين في الكثير من المهرجانات الغنائية داخل وخارج السودان، وقدم العديد من الحفلات في الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، أهمها المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، ومهرجان الشباب العالمي في موسكو، والمهرجان الفني الموسيقي في هولندا.
كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة النيلين في عام 2010، ومنحته رئاسة الجمهورية وسام الجدارة في ذكرى الإستقلال في عام 2014. وشارك بمهرجان الموسيقي العربيه بدار الاوبرا المصريه في دورته الـ(30) ضمن (19) شخصية ساهمت في تطوير وترقية الفن في الوطن العربي وكان ذلك في عام 2021 . وبوفاته فقد الفن السوداني احد ابرز اعمدته وفقدت مكتبة الاغنيه السودانيه قامه فنيه كبيره رحل وترك ارثا كبيرا من الاعمال والابداع والتفرد والتميز وستظل اعماله راسخه وخالده في وجدان الشعب السوداني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: عذرا.. النسخ ممنوع